مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/05/2022 11:00:00 ص

ومضة في براءة الأطفال
    ومضة في براءة الأطفال
تصميم الصورة : وفاء المؤذن 
 

إن الأطفال هم ملائكة الرحمن على هذه الأرض

 فالبراءة التي ترتسم على ملامحهم كفيلة في إغراقك بالسعادة حال النظر إليهم، ويجعلون الأجواء وردية وجميلة مليئة بالحياة، يضفون حباً ومعنى كبير وسبباً وجيهاً يحضك على الاستمرار عندما تشعر بالبؤس

في مقالنا اليوم سنتحدث عن براءة الأطفال وجمالها وتأثيرها الجميل على حياتنا..لنتابع سوياً...

منذ عدد من السنوات الماضية  صنعت فتاة صغيرة من فلاديلفيا فارقاً في حياة الناس الموجودين في المجتمع المحيط بها، من خلال موقفاً تعرضت له، ملخصه أنها كانت تحضر درساً لأحد المعلمين في الحي التي تقطن به

 ونظراً لعدد الأطفال الكبير الذين كانوايريدون حضور هذا الدرس لم يستطع الجميع التواجد في القاعة نظراً لامتلاءها ،الأمر الذي أحزن الفتاة الصغيرة جداً، وبعد عدة سنوات توفيت الطفلة الصغيرة وسلم والدها حقيبة حمراء اللون تركتها للمعلم الذي كانت قد حضرت له الدرس، وكانت تحوي على رسالة كتبتها بخط يدها، مفادها أنها قد ادخرت بعض السنتات من أجل توسيع القاعة، ليتمكن عدد أكبر من الأطفال من الحضور في المرات القادمة. 

في اليوم التالي لجنازة الطفلة الصغيرة اصطحب المدرس معه الكيس الأحمر

 وقص على الحضور تضحية الفتاة العظيمة بكل ماتملك من نقود من أجل أن توسع القاعة، وتتيح لعدد أكبر من الأطفال حضور الدروس، تأثر الحضور كثيراً بالقصة وتبرع أحدهم بقطعة من الأرض من أجل بناء قاعة جديدة عليها، مقابل تلك النقود التي ادخرتهم الطفلة الصغيرة

 بعد أن وصل الخبر للصحافة، بدأت الشيكات والأرقام الكبيرة تتوافد من كل مكان من أجل المشروع التي كانت الطفلة الصغيرة تريد أن يبنى ،وبالفعل تم بناء مبنى ضخم من التبرعات وكل ذلك بفضل الفتاة الصغيرة. 

في أثناء الحرب الفيتنامية وقعت قذيفة على أحد دور الأيتام تسببت بقتل وجرح الكثير من الأطفال الذين كانوا متواجدين فيها، الأمر الذي تتطلب الإستعانة بالأسطول الأمريكي من أجل إرسال أطباء ومسعفين لإنقاذ الأطفال الجرحى، ومن بين هؤلاء الأطفال كانت هناك فتاة تبلغ من العمر ال7 تحتاج إلى تبرع سريع بالدم من أجل إنقاذها، سأل الطبيب المعالج الأطفال بإستخدام |لغة الإشارة| والقليل من |اللغة الفيتنامية| الركيكة فيما لو أحد يريد تقديم يد العون من أجل إنقاذ الفتاة

بعد برهة قصير من الزمن ارتفعت أحد الأيادي الصغيرة، ليظهر فتى صغير ويقول أنه يريد أن يساعد صديقته على النجاة، استلقى الفتى على كومة من القش، وجهز ذراعه من أجل البدء بعملية سحب الدم، ظهرت على الطفل ملامح الخوف الشديد والرغبة في البكاء ، فهمّ الطبيب لسؤاله عن ما إذا كان يشعر بأي ألم ، ليجاوب عن طريق إيماءة رأسه للأعلى نافياً ذلك، إلا أنه إستمر في هذه الحالة

الأمر الذي أثار استغراب الطبيب الأمريكي، ودفعه لسؤال الأحد الممرضات فيما لو كان بإمكانها سؤاله عن خوفه الشديد هذا.

تقدمت الممرضة وسألت الطفل الصغير، الذي ما لبث أن استغرق في نوبة بكاء شديدة بعد إجابته على سؤال الممرضة، لتجيبه بصوت خافت ويهدأ الولد فجأة ،ويبتسم ويكف عن البكاء ،استغرب الطبيب من الأمر الذي حدث، وسأل الممرضة عن الشىء الذي جعله يبكي، ومن ثم يكف عن البكاء بعد تحدثها إليه ،لتجيب مبتسمة أنه كان يظن بأنه سيتبرع بدمه كله للطفلة وأنه سيموت بعدها، لذلك أحس بالخوف وعند سؤاله ما الذي دفعه للرغبة بتقديم روحه لهذه الفتاة

 كانت إجابته ببساطة ...لأنها صديقتي .

إن الأطفال هم أنقى المخلوقات وأجملها، فحبهم النقي الصاق قادر على الكثير من التغييرات في عالمنا القاس الرحب، فلو كان في حياتك طفل صغير لا تتردد في قضاء الأوقات الكثيرة معه، وإغراقه بالكثير من الحب والعطف، لأنهم كائنات رقيقة ،يمنحون الحب ويحتاجونه كثيراً من أجل أن يكونوا في المستقبل أشخاصاً قادرين على العطاء والحب غير المشروط.

ودمتم بألف خير.

ميس الصالح 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.